بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
لم يكن مثل هذا الكتاب ليخرج إلى النور إلا بعد توفيق الله لي بالزواج ثم
توفيقه لي إلى كتابته. إذ بعد الزواج بدأتُ حياةً جديدةً يختلف التعامل فيها
كليًا عن التعاملات الأخرى مع الأقارب والأصدقاء والزملاء وغيرهم... وكيف لا
يكون التعامل مختلفًا وهو مع آية من آيات الله تعالى.. ومن أجمل متع الحياة
الدنيا.. إنها المرأة..
لقد تأملت في الزوجة باعتبارها ذات نفس تشبهها فيها معظم نفوس النساء على
الأرض، فدرست نفسيتها وعقلها وميولها، وراقبت سلوكها وردود أفعالها
واهتماماتها... فاكتشفت أشياءً كثيرة، واكتشفت أيضًا من خلال مقابلاتي مع رجال
متزوجين أن لديهم أفكارًا ومعلومات خاطئة عن المرأة.. بل هناك جهل في تكوين جسم
المرأة ومواصفات أعضائه ووظائفها مع أنها الظاهرة والأقرب إلى الرجل، فكيف يكون
الأمر إذًا مع صفاتها النفسية والعقلية وهي الباطنة؟! ولو اقتصر الأمر على
الجهل بطبيعة المرأة ولم يؤد هذا الجهل إلى أضرار لكان الأمر هينًا، ولكن
كثيرًا من الأذى والظلم يقع على المرأة من زوجها بسبب جهله بطبيعة الأنثى
وخصائصها، وجهله بتأثيرات العوامل والتغيرات والتقلبات التي تحدث لها خاصة في
أثناء الحيض والحمل والنفاس.
وقد توفرت لي الأسباب والظروف التي دفعتني إلى تأليف كتاب
((دليلك
إلى المرأة))
الذي اعتمدت في تأليفه على الكتاب والسنة، وحاولت فيه بقدر استطاعتي تقديم
تشريح مبسط عن جسم المرأة وصفاتها النفسية والعقلية، وكذلك التغيرات التي تطرأ
عليها، وطرق معاشرتها وأساليب التعامل معها في أوقات هذه التغيرات، بما يساعد
على فهم المرأة فهمًا كافيًا كأنها كتاب مفتوح... ولمزيد من الفائدة للرجل
والمرأة على السواء؛ ألحقت به قائمة بالصفات والأفعال التي تكرهها المرأة في
الرجل، كنت قد جمعتها من النساء بواسطة استفتاء وزعته في عدة بلدان وعلى جنسيات
مختلفة. وقد دل هذا الاستفتاء على أن معظم النساء يتوافقن في كره هذه الأفعال
والصفات؛ فالأنثى هي الأنثى أينما كانت.
بعد الانتهاء من تأليفه وتقديمه إلى وزارة الإعلام للحصول على إذن التوزيع،
وبعد مرور مدة كافية طلب مني الناشر مرافقته إلى الوزارة للمراجعة بخصوص الكتاب
حيث كانوا بحاجة إلى بعض التوضيحات من المؤلف شخصيًا، وهناك قابلت المدير العام
وتحدثنا عن موضوعات الكتاب وعن المسائل التي ذكرها القرآن عن العلاقة الجنسية
مع المرأة مثل قوله تعالى:
﴿نِسَآؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ
لأَنفُسِكُمْ﴾