الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: ﴿قَالَ
يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ
أَيُّكُمْ يَأْتِينِي
بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ
يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)
قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ
الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ
مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ
لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ
الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ
الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ
إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا
رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ
قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ
رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ
كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي
غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾
[النمل: 38 - 40]
لما نزلت هذه الآية التي
تتحدث عن قيام الذي عنده علم
من الكتاب والسنن الكونية
بإتيان عرش بلقيس من مأرب في
اليمن إلى النبي سليمان عليه
السلام في فلسطين وهي مسافة
حوالي ألفان وخمس مئة كيلومتر
وذلك بسرعة طرفة العين وهي
سرعة النور المقدرة بحوالي
ثلاث مئة ألف كيلومتر في
الدقيقة فتستغرق هذه المسافة
نصف ثانية فقط، كان العرب
وقتها يقضون مدة شهر ليقطعوا
هذه المسافة، ولم يكن سهلاً
عليهم تصور هذا الأمر وهذا
الفرق في السرعة، وفي زماننا
هذا صار من الممكن قطع هذه
المسافة في ثلاث ساعات في
الطائرة المدنية، أما في
الطائرة الحربية التي تطير
بضعف سرعة الصوت أي ألفا
كيلومتر في الساعة فيمكن
قطعها في ساعة تقريبًا، أما
المحطة الفضائية الدولية
فتقطع هذه المسافة في خمس
دقائق ونصف!.
وعلى هذا أتوقع أن يأتي زمان
يتمكن فيه البشر من اختراع
وسائل نقل يمكن أن تسير بسرعة
النور وعندئذٍ يكونوا قد
وصلوا إلى السرعة التي تم
فيها الإتيان بعرش الملكة
بلقيس. ومعلوم أن النبي
ﷺ
حين أسري به من مكة إلى
المسجد الأقصى في القدس ثم
عرج به إلى السماء قد كان في
سرعة لا يمكن أن يتخيلها
العقل أو يؤمن بوجودها ولهذا
أنكر المشركون ما أخبرهم عنه
النبي
ﷺ
من انتقاله من مكة إلى القدس
ثم إلى السماء فيما يعرف
بالإسراء والمعراج في ليلة
لولا أنه أعطاهم علامات تدل
على صدقه عليه الصلاة
والسلام.
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة