الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
هل عرفت من هو هذا الجندي
الخفي؟ إنه الذي سموه (فيروس
كورونا:كوفيد 19)، وسواء أكان
فيروسًا أم بكتيريا أم غير
ذلك فهو (جندي خفي) وسيسمونه
أسماءً أخرى في المستقبل لأن
البلاء والابتلاء من سنن الله
التي كانت في الأمم السابقة،
ولا تزال وستبقى قائمة في
الأرض ولن تجد لسنة الله
تبديلاً ولا تحويلاً، ومن
المهم أن يعرف الإنسان
المطلوب منه والواجب عليه
فعله عند وقوع البلاء وكذلك
بعد رفعه وانحساره، قال الله
تعالى:
﴿وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ
مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ
بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾(1)،
فنزول البلاء لكي يعود الناس
إلى ربهم وخالقهم والتضرع
إليه وهو رد الفعل الطبيعي في
فطرة الإنسان كما قال تعالى:
﴿وَإِذَا
مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ
دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ
قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا﴾(2)
ويجب على الإنسان فهم سنة
الله في البلاء وأن يدرك
خطورة عودته إلى ما كان عليه
قبل نزول البلاء، كما في قوله
تعالى في بقية الآية: ﴿فَلَمَّا
كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ
مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا
إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ
زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾،
فهكذا الإنسان في حال البلاء
والضر يتذكر الله ويلجأ إليه
بالدعاء والصلاة لعلمه أنه لا
يقدر أحد على دفع ذلك البلاء
والضر إلا الله؛ فإذا استجاب
الله دعاءه وكشف عنه الضر
يصيبه الفرح والفخر وينسى
الله والدعاء وكأن شيئًا لم
يكن، كما في قوله تعالى وهو
أعلم بخلقه: ﴿وَلَئِنْ
أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ
ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ
السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ
لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾(3).
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
___________________