الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال رسول الله صلَّى الله
عليه وآله وصحبه وسلَّم:
«كل
ابن آدم خطَّاء، وخير
الخطَّائين: التَّوَّابون»(1).
فإن كان الحديث عن المعاصي
والأخطاء الدينية فهو ينسحب
أيضًا على الأخطاء غير
الدينية، وكلامي هو عن
الأخطاء الدنيوية.
وقد رأيت الناس نوعين في ردود
أفعالهم تجاه من يدلهم
وينبههم على الخطأ:
فأما النوع الأول:
فهو الذي ينسحب للخلف ويقر
بخطئه ويعتذر عن الخطأ؛ وهذا
دليل على قوة الثقة بالنفس
ومعرفة بأن الاعتراف بالخطأ
لن يؤثر على شخصيته أو يقلل
من شأنه ومكانته. على طريقة:
(يا جبل ما يهزك ريح) وكذلك
لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة.
وأما النوع الثاني:
فيهجم للأمام للدفاع عن خطئه
فيصرخ ويهاجم من دله على
الخطأ ويكيل له الاتهامات مثل
أنه يتعمد إظهاره والتعليم
عليه بأنه مخطئ ويقلل من شأنه
ووو.. وهذا يدل على ضعف في
الثقة بالنفس وأن ثقته تهتز
بأي ملاحظة صغيرة عليه ويظنها
مدمرة لشخصيته؛ ولهذا السبب
تكون ردة فعله كما ذكرت.
فأما الشطر الأول من الحديث
فينطبق على كل الناس، أما
الشطر الأخير فينطبق على
النوع الأول فقط فهو من فئة
خير الخطائين باعترافه بخطئه
إن كان دنيويًا وبتوبته إلى
الله تعالى إن كان معصية
دينية، قال الله تعالى:
{إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ}(2).
ولا ينطبق على النوع الثاني،
قال الله عزَّ وجلَّ:
{وَإِذَا
قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ
أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ
بِالْإِثْمِ}(3).
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
___________________