الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
إن هذا الجندي الخفي (كورونا)
هو
آية من آيات الله العظيمة
التي يخوف الله بها عباده،
قال تعالى: {وَمَا
نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا
تَخْوِيفًا}(1)،
وهو
ليس انتقامًا من البشر بل هو
حياة لهم كما قال تعالى: {وَلَكُمْ
فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ
يَاأُولِي الْأَلْبَابِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(2)،
فهو
رسالة تذكير وتنبيه
قوي
وتوجيه لعباده لعلهم يتقون
الله ويتوبون ويبادرون إلى
تغيير حالهم السيئ إلى الحال
الأحسن الذي فيه مصلحتهم
ومنفعتهم في حياتهم ومستقبلهم
وآخرتهم؛ وذلك رأفة ورحمة بهم
لأنه تعالى رحيم بمن خلق، قال
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ
بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}(3).
وكما في الآية: {وَمَا
يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ
إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ
إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}(4)؛
فأما المسلمون منهم
فلكي يتوبوا من ذنوبهم
وعصيانهم ويعودوا
إلى الله وإلى التمسك بدينهم
وتطبيق أركانه وتعاليمه
ووصاياه التي نص عليها في
كتابه الكريم القرآن، وأما
غير المسلمين فلكي يوقظهم من
غفلتهم وضلالهم ولإرشادهم إلى
الطريق القويم والصراط
المستقيم والدين الصحيح الحق،
قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ
وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ}(5)،
وليبتليهم بنقص الأموال
والأنفس والثمرات جزاءً
وفاقًا على ما صنعوا، ولكي
يعودوا عن الكفر والشرك
والمعاصي ويكفوا
عن قتل المسلمين كما قال الله
تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(6)،
ولينبههم بأنه لا إله إلا هو
ولا معبود بحق إلا هو، ولا
متصرف في الوجود إلا هو، وأنه
على كل شيء قدير.
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
___________________