الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال رسول الله صلَّى الله
عليه وآله وصحبه وسلَّم:
«عجبت
لأقوام ٍيساقون إلى الجنة في
السلاسل وهم كارهون»(1).
فهناك من الناس المنتسبين إلى
الإسلام من إذا سألته عن دينه
قال الإسلام، فإذا قلت له
ولكنك عمليًا لست مسلمًا لأنك
تارك للصلاة، ثم أخذت تنصحه
لإقامة الصلاة وتتلو عليه
أحاديث النبي
ﷺ
مثل:
«العهد
الذي بيننا وبينهم الصلاة؛
فمن تركها فقد كفر»(2)،
أو
«إن
بين الرجل وبين الشرك والكفر،
ترك الصلاة»(3)؛
جعلك تشعر كأنك تسوقه إلى ما
يكره ولا يرغب به مع أنك
تسوقه إلى الجنة ونجاته من
النار!
فاعلم يا من إذا كنت تاركًا
للصلاة أن فيروسًا لا تراه
بعينك المجردة اسمه (كورونا)
قد قلب كيانك رأسًا على عقب
وأرغمك على أفعال وسلوكيات ما
كنت تحلم أنك ستفعلها في يوم
من الأيام؛ فحبسك في البيت
ومنعك من التجول، ومنعك من
أماكن التجمعات والأماكن التي
كنت تحبها وترتادها، ومنعك من
مصافحة الآخرين ومعانقتهم،
وجعلك تحافظ على تكرار غسل
اليدين، وكمم وجهك بالكمامة
إلى غير ذلك من الأفعال
والسلوكيات؛ فكنت تفعل ذلك
على قاعدة (مرغم أخاك لا
بطل).
فماذا ستفعل لو ظهر فيروس
جديد تبين بعد البحث
والمراقبة أنه لا يصيب إلا
الأشخاص الذين لا يصلون فإما
يمرضهم، أو يرسلهم إلى
المستشفيات، أو ينقلهم إلى
المقابر. وأما المحافظون على
الصلاة فلا يصابوا به ولا
يأتيهم منه شيء كأنه غير
موجود بالنسبة إليهم، فماذا
ستفعل حينئذٍ؟ أعتقد بأن
الجواب واحد لا غير بأنك
ستسارع إلى المحافظة على
الصلاة لتنجو بنفسك من هذا
الفيروس، وعندها سيكون حالك
حال الذين يساقون إلى الجنة
سوقًا وهم كارهون ومرغمون!
فلماذا تنتظر أن يرغمك فيروس
على الصلاة لتقيمها ولا
تقيمها وتحافظ عليها بقرار حر
من نفسك؟
ولماذا نبتعد ونتخيل مجيء
فيروس جديد بهذه المواصفات،
فلنتحدث عن فيروس (كورونا)
نفسه ألا تلاحظ أنه أكثر ما
يصيب به غير المسلمين، ففي
البلاد غير الإسلامية هناك
إصابات يومية بمئات الآلاف
وآلاف الموتى، فماذا يكون ذلك
بالمقارنة مع مئات فقط من
الإصابات وبضعة متوفين يوميًا
في بلاد المسلمين الذين هم
بالمناسبة أقل عددًا بكثير
ممن يصاب بالإنفلونزا؟ ألا
يشكل لك هذا عظة وتدبر
واستنتاج ومن ثم عمل والتزام
بالصلاة؟
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
___________________
(2) صحيح سنن الترمذي،
رقم: 2113.
(3) أخرجه مسلم في كتاب
الإيمان، باب حكم تارك
الصلاة.