الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
رأيت في منامي
رؤيا تساءلت فيها أنه لماذا
لم يخلق الله جسم الإنسان على
شكل مستدير مثل الكرة ويخرج
منها رأس ويدان قصيرتان بلا
مرفقين ورجلان قصيرتان بلا
ركبتين، وخلق جسم الإنسان على
هذا الشكل المعروف الذي لديه
إمكانية ثني اليدين والرجلين
والجذع؟ فكان الجواب أن الله
تعالى خلقه على هذا الشكل من
أجل العبادة وإقامة الصلاة،
وهذا ما قال الله تعالى في
القرآن: {وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ (56)} وقال
تعالى بعدها: {مَا أُرِيدُ
مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا
أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ
الْمَتِينُ} [الذاريات:
56-58] وقال الله عزَّ وجلَّ
لموسى عليه السلام: {إِنَّنِي
أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
لِذِكْرِي} [طه: 14].
فالحمد لله الذي خلق أجسامنا
هذا الشكل المستقيم القادر
على الانثناء والميل في
الاتجاهات المختلفة الذي
يمكِّن المسلم من الصلاة
بثني الجذع للركوع والسجود،
وثني الركبتين والقدمين
للنزول والقيام والجلوس، ولف
الرأس للتسليم، وليس على شكل
الكرة فيتدحرج في كل
الاتجاهات ويصبح بالمقلوب
رأسًا على عقب!
ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ: {لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي
أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}
[التين: 4].
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة