الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
في أحد الأيام وحين انتهينا من
صلاة الجماعة سمعت الإمام
ينصح رجلاً كان يصلي خلفه بأن
يضع الكمامة، وقاية له ولغيره
في ظل ازدياد أعداد الإصابات
بفيروس (كورونا)، ولو أجاب
الرجل بقول: أبشر أو إن شاء
الله لانتهى الأمر عند هذا
الحد، إلا أن المفاجأة الكبرى
غير المتوقعة هو الرد العنيف
والفظ والغليظ الذي أجاب به
الرجل على نصيحة الإمام بل
وتوجيه الاتهام له مما جعل
هذا الجدال يتمدد بينهما إلى
خارج المسجد!
إن رد الفعل الفظ الذي ظهر من
الرجل جعلني أتأمل وأتذكر قول
النبي
ﷺ:
«إِنَّ مِن
أَحَبِّكُمْ إلَيَّ وأقربكم
مني مجلسًا يوم القيامة
أَحاسنكم أَخلاقًا»[1].
وقد تأملت بهذا الحديث الشريف
ومما فهمته منه سبب حب النبي ﷺ
لمن هذه صفتهم وذلك حين تأملت
فيمن هم على النقيض من حسن
الخلق، أي أصحاب الخلق السيئ
أمثال هذا الرجل، فمثلهم مثل
كابل كهرباء الجهد العالي
الذي يجب تجنبه والابتعاد عنه
لأن من يلمسه سينتفض ويرتجف
وربما يحترق ويتفحم، فمجالسة
هؤلاء والاقتراب منهم تجعلك
تتكهرب وتنتفض وربما تخرج عن
طورك فيصدر عنك تصرفات غير
حسنة وغير معتادة منك رغمًا
عنك كما يحدث لمن لمس كابل
كهرباء الجهد العالي؛ فلهذا
السبب فإن هؤلاء ليسوا ممن
يحبهم النبي
ﷺ
وهم أبعدهم عنه مجلسًا، ولا
الناس أيضًا يحبون مجالستهم
ومخالطتهم تجنبًا للمس
الكهربائي.
فالنبي عليه أفضل الصلاة وأتم
التسليم يحب من يحبهم الله
تعالى كما أخبرنا بذلك:
«أحب
عباد الله إلى الله أحسنهم
خُلُقًا»[3].
وأخبرنا
ﷺ
أيضًا:
«إن
الله: يبغض كل جعظرِي
جَوَّاظٍ»[2]،
وهو الفظ الغليظ المتكبر،
الكثير الكلام والجلبة في
الشر، والصَّيَّاح، والضجور،
والمتكبر الجافي، والفاجر.
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
________________