الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
ليس في الكون كائن حي إلا وهو
من خلق الله؛ لأنه هو وحده
تعالى الذي يهب الحياة قال
تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ
كُلِّ شَيْءٍ}(1)،
ولو اجتمع الخلق كلهم على أن
يهبوا حياة لذبابة فلن يقدروا
على ذلك حتى ولو طلبوا ذلك من
آلهتهم التي يدعونها من دون
الله، قال الله تعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ لَنْ
يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ
اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ
يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ
شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ
مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ
وَالْمَطْلُوبُ}(2)،
وليس في الأرض حشرة أو جرثومة
ظاهرة أو خفية إلا وهي من خلق
الله وأمم كأمم البشر، قال
الله تعالى: {وَمَا مِنْ
دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا
طَائِرٍ يَطِيرُ
بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا
فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ
ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ
يُحْشَرُونَ}(3)
وقال تعالى: {وَمَا مِنْ
دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا عَلَى اللَّهِ
رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ
مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي
كِتَابٍ مُبِينٍ}(4)،
فالله تبارك وتعالى يعلم مكان
وجود كل مخلوق مهما صغر حجمه
مرئيًا أو مخفيًا ويعلم خط
سيره في الأرض وكل حركة وسكنة
منه، قال تعالى: {قَالَ
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى
كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ
هَدَى}(5)؛
وهذا المخلوق الجندي الخفي
الذي فرض واقعًا لا مثيل له
على الكرة الأرضية هو آية من
آيات الله ولا يملك من أمره
شيئًا وليس له حرية اختيار من
يصيبهم ومن لا يصيبهم، من
يميتهم ومن يشفيهم ومن لا
يؤثر فيهم، بل هو مخلوق من
خلْق الله ولا يعمل إلا بأمر
الله وإذنه، وهو جندي من
جنوده التي لا يعلمها ولا
يحصيها إلا هو سبحانه، قال
الله تعالى: {وَلِلَّهِ
جُنُودُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ}(6)
وقال تعالى: {وَمَا
يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ
إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ
إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}(7).
فليس أحد أصيب بالكورونا أو
لم يُصب، أو شُفي منه أو مات
به، إلا وكان ذلك بقضاء الله
وقدره، قال تعالى: {إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ
بِقَدَرٍ}(8)،
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي
يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا
قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(9).
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
___________________