الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: {لَقَدْ
كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ
هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ
غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق:
22].
بالتأمل في هذه الآية وعن
معنى الغطاء الذي سيُكشف، أرى
– والله أعلم - أن غطاء
الإنسان هو هذا الجسد ووجود
الإنسان في الدنيا؛ فإذا مات
الإنسان وزال عنه الجسد وصار
في عالم الآخرة يصبح بصره
حديدًا قويًا فتظهر له الأمور
والأشياء على حقيقتها التي
كانت خافية عليه، فيكتشف أنه
كان في غفلة عن كثير من
الأمور، فكان في الدنيا
كالنائم فصار في الآخرة
كاليقظان.
فكثير من المفاهيم والمعلومات
والحقائق التي تم تخزينها في
دماغه على مدى عمره وكانت بما
يشبه غسيل الدماغ؛ إما عن
طريق الوالدين أو الوسائل
الإعلامية أو الناس الذين
تلقونها بدورهم عن غيرهم
سيكتشف بعد كشف غطائه أنها
كاذبة ومزيفة ولا تمت إلى
الحقيقة بصلة، وإن كان لا بد
من ضرب المثل هنا لتقريب
المقصود فأذكر حديث النبي صلى
الله عليه وآله وصحبه وسلَّم:
«كل مولود يولد على
الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو
ينصِّرانه، أو يمجِّسانه»
[صحيح البخاري]. فهل المخزن
في دماغ كل واحد من هؤلاء
صادق وحق أم كاذب وباطل.
وإذا
كان الحديث يتعلق بالجانب
الديني فهو كذلك في الجوانب
الأخرى الدنيوية التي يعتقدها
الإنسان ويؤمن بها ويدافع
عنها ويحاضر بها ثم يكتشف أن
الكثير منها كاذب وباطل وأنه
كان غافلاً عنها وعن حقيقتها
وذلك بعد أن يقال له: {لَقَدْ
كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ
هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ
غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق:
22].
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة