الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
لقد أخبر الله -عزَّ وجلَّ-
بأن مخلوقاته يأجوج ومأجوج
خارجون لا محالة من مكانهم
بعد الدجال، وبعد نزول عيسى
ابن مريم - عليه السلام -،
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا
فُتِحَتْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ
حَدَبٍ يَنسِلُونَ}
[الأنبياء:
96].
فبعد خروجهم واكتساحهم الأرض
انحاز عيسى عليه السلام ومعه
المسلمون مبتعدًا بهم عن
يأجوج ومأجوج، وبعد أن قال
قائل من يأجوج ومأجوج: هؤلاء
أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي
أهل السماء، ثم هز أحدهم
حربته ثم رمى بها إلى السماء
فرجعت إليه مخضبة دمًا للبلاء
والفتنة! فهنا رغب عيسى
وأصحابه إلى الله بالدعاء
ليكفيهم شر يأجوج ومأجوج
ويخلصهم منهم؛ فاستجاب الله
تعالى لهم فأرسل على يأجوج
ومأجوج دودًا في أعناقهم كنغف
الجراد الذي يخرج في أعناقهم،
فأصبحوا موتى كموت نفس واحدة
لم يسمع لهم حس.
فمن لم يستطع عقله تصور كيف
أن دودة صغيرة جدًا سيرسلها
الله فتقتل جميع يأجوج ومأجوج
كنفس واحدة فعليه الآن في هذا
الزمن أن يستحضر المثال الحي
وهو فيروس كورونا الذي تسبب
بموت ملايين الناس بإذن الله
ولا يزال يتسبب بموت المزيد
منهم وهو كائن صغير لا يمكن
رؤيته بالعين المجردة. وكما
أن تلك الدودة خصصها الله
لتقتل يأجوج ومأجوج دون
المسلمين، فالمتأمل بفيروس
كورونا بالنظر إلى الوقائع
ومقارنة أعداد الإصابات
والقتلى بين المسلمين وغيرهم
في البلدان المختلفة ليشعر
وكأن كورونا مخصص لغير
المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
تنزيل pdf