الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(1)، أي في أحسن خلقة وأجمل جسم، ولكن الشيطان لعنه الله توعد بتغيير خلق الله فأخبرنا الله عزَّ وجلَّ أنه قال: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}(2)، وقد قال الحسن البصري في تفسير هذه الآية: ((يعني بذلك الوَشْم)). وقد «لعن النبي ﷺ الواشمة والمستوشمة»(3). وعن جابر أن النبي ﷺ مر عليه حمار قد وُسِمَ في وجهه فقال: «لعن الله الذي وسمه»(4). فهذا شأن الحيوان في تغيير خلقه فما بالك بتغيير خلق الإنسان؟!

ولو تأملت في بعض أجسام الناس وما فعلوا بها لأدركت أن الشيطان قد نفذ ما توعد به من التغيير، وتغيير خلق الله له صور متعددة ومنها رسم الوشم على الجسم الذي نهى عنه النبي ﷺ فتجد على سبيل المثال لا الحصر أجسام ممارسي بعض الرياضات مليئة بالوشوم وبعضهم تغطي الوشوم معظم جسمه مما يبعث على الاشمئزاز والقرف وأذى العينين عند الإنسان السوي الذي يترفع عن هذا الفعل! وليس غريبًا أن يفخر أصحاب الوشوم بوشومهم ويتباهون بها ويظهرونها للناس لأن هذا هو تمامًا ما توعد به الشيطان أيضًا أن يفعله بالناس فأخبرنا الله تعالى أنه قال: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}(5) فقد زين الشيطان لهم الوشوم وحسنها لهم، وامتنع عنها عباد الله المخلصين. ولهذا تجد أن بعضًا من أصحاب الوشوم الذي هداهم الله إلى طريق الحق والصواب يسعون إلى التخلص من وشومهم بأي طريقة. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً.

وقد أعلن علماء من جامعة ساوثرن ميثوديست الأمريكية أن الوشوم تدمر الغدد العرقية وتعطل تنظيم حرارة الجلد. ووفقًا للعلماء، فإن انتهاك عمل الغدد المفرزة للعرق له تأثير سيئ على التنظيم الحراري للجسم. وفق مجلة (Journal of Applied Physiology).

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.

عدنان الطَرشَة

___________________