بسم
الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
لقد أخبر الله - تبارك وتعالى - خلقه وأعلمهم بأمور تقع وأشياء تحدث حتمًا، بلا
شك في ذلك أبدًا؛ لأنها من الثوابت الإلهية التي ذكرها الله في كتابه العزيز،
والمناقشة فيها أو الجدل ممتنع. وإن المسلمين ليرون ويسمعون وقوع هذه الأمور
وحدوث هذه الأشياء على الدوام منذ نزول القرآن، وسوف يستمر ذلك إلى قيام الساعة
وما بعدها من أمور الآخرة.
فالموت - مثلاً - هو أحد الأمور التي يُسلِّم بها كل إنسان مؤمنًا كان أو
كافرًا، وفي أي مكان على وجه الأرض، فهو إذًا من الثوابت التي لا تقبل النقاش
أو المجادلة؛ وهكذا هي جميع الثوابت المذكورة في هذا الكتاب الذي جمعت فيه ما
ورد في القرآن الكريم من الثوابت أو المسلَّمات التي يُسلِّم بها كل مؤمن مسلم
على وجه الخصوص، ولا يعنينا أن بعض هذه الثوابت أو المسلَّمات قد لا يسلم بها
بعض مَن ينتسب إلى أديان وملل أخرى. وقد ركزت على أنواع معينة من الثوابت ولم
أذكر ثوابت أخرى مما هي من عالم الغيب مثل وجود الملائكة والجن، والجنة
والنار، وعذاب القبر، وكذلك أمور الآخرة وما يجري بها من أحداث ذكرها الله عزَّ
وجلَّ
في القرآن.. وهي جميعها ثوابت يجب على المسلم الإيمان بها.
لقد رتبت الثوابت بحسب ترتيب السور في المصحف، وبحسب ترتيب الآيات في السورة،
ما عدا ثوابت أركان الإسلام الخمسة التي من الأولى إدراجها في البداية. وقد
أسميت الكتاب «ثوابت إلهية..
فلِمَ النقاش فيها؟!»،
وكل واحدة منها تصلح أن تكون خطبة جمعة، أو محاضرة، أو كتابًا، أو درسًا دينيًا
ونحو ذلك...
وأرجو أن يساعد المسلم في التعرف على
هذه الثوابت حتى يتمسك بها كثوابت، ولا يقع ضحية لأعداء الإسلام والمسلمين
الذين يحاولون جهدهم في طمس بعض هذه الثوابت، أو تمييعها، أو تسطيحها، أو طرحها
للنقاش، أو وضعها في خانة الاحتمالات أو المتغيرات وليس في خانة المسلَّمات
والثوابت، محاولة منهم لجعل المسلمين يتخلون عنها أو لإضعاف موقفهم تجاهها
كثوابت...
أدعو الله عزَّ شأنه وتقدست أسماؤه أن ينفع بهذا الكتاب المسلمين، وأن يجعله
خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله من العلم الذي يُنتَفع به، وأن يجعله في ميزان
حسناتي يوم الحساب والعرض عليه، إنه أكرم مأمول وبالإجابة جدير، وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطرشة