بسم
الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله.
هل تريدين أن تنجحي في كل عمل
تقومين به وأن تكوني امرأة ناجحةً ومحبوبةً؟ إنه السؤال الذي لا يمكن أن
ينال إجابة سلبية واحدة، ولا يوجد امرأة في هذه الدنيا ترضى بأن تجيب على
هذا السؤال بكلمة «لا»، لماذا؟ لأن النجاح أمنية عظيمة وغالية جدًا، ولأن
كل امرأة تسعى وتكافح وتبذل جهدها في كل عمل سواء كان صغيرًا أو كبيرًا،
مهمًا أو تافهًا لكي تحقق هذه الأمنية وتقطف ثمارها الصالحة النافعة
المفيدة لشخصها ولمستقبلها.
والنجاح شيء عظيم ولذيذ تعرف
طعمه كل من تذوقته، وهو أمر يمنح صاحبته إحساسًا لا يوصف بالسعادة، وثقة
بالنفس لا تقدَّر، وحماسًا لا يوزن ولا يقاس. والنجاح شيء لا يأتي من تلقاء نفسه
ولا يتحقق بلا شيء، ولا تنفع معه الأماني، ولا الكلام، ولا القعود والكسل،
إنه يحتاج إلى الكثير؛ يحتاج أولاً إلى العزيمة القوية الفولاذية، والتوكل
على الله القوي القدير المعز الذي بيده كل شيء؛ كما قال تعالى:
﴿فإذا
عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين﴾،
ثم يحتاج إلى العمل وبذل الجهد الكبير الدؤوب المتواصل.
إن أي
طالبة لأي نوع من أنواع الدراسة تعلم تمامًا أنه لا يمكنها أن تكون ناجحةً
في دراستها وأن تكون متفوقة فيها بمجرد التمني والكلام، إنها تعلم أن
النجاح هدف لا يمكنه إحرازه إلا بقضاء الساعات الطويلة يوميًا في الدراسة
والمذاكرة، حتى المذاكرة العادية الخفيفة لا تصنع النجاح، بل لا بد من
المذاكرة الطويلة المركزة المستمرة دون كلل أو تعب. وهذا ما يحتاج إليه كل
عمل لتحقيق التقدم والوصول إلى النجاح والتفوق.
قد تنجح المرأة في مجال أو
أكثر، ولكن الناجحة الحقيقية هي التي تحقق النجاح في كل مجال وفي كل ميدان
من مجالات وميادين الحياة التي تدخل فيها أو تعمل بها أو تتعامل معها؛ وكما
أنه لصنع النجاح في الدراسة لا بد من العمل بالأسباب لتحقيقه، فكذلك النجاح
في كل عمل أو مجال له أسباب ووسائل لا بد من العمل بها بإخلاص وتفان وجهد
مستمر حتى يتحقق.
وفي سبيل تسهيل الطريق على
المسلمة لتحقيق النجاح في كل عمل تقوم به، ومن أجل أن تكون ناجحةً ومحبوبةً
من كل إنسان يتعامل معها أو يعرفها، فقد قدَّر الله جلَّ جلاله أن أكتب هذا
الكتاب «كيف تكونين ناجحةً ومحبوبةً» الذي تضمن أسباب النجاح
الرئيسة لأكثر المجالات والميادين أهمية في حياة المرأة وأكثرها ضرورة لكل
امرأة. والكتاب يتضمن سبعة عشر موضوعًا كل واحد منها مستقل عن الآخر؛ أي
بعبارة أخرى فإنها سبعة عشر كتابًا اختُصِرت في كتاب واحد.
أدعو الله عزَّ وجلَّ أن يجعل
هذا الكتاب سببًا للنجاح فيما تضمنه من مجالات وميادين لكل من تقرأه من
النساء المسلمات، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وأن يجعله في ميزان
حسناتي يوم الدين، إنه سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
عدنان
الطرشة
|