الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا
محمد وآله وصحبه أجمعين.
لقد تأملت في سائقي السيارات
فوجدتهم أربعة أصناف:
الصنف الأول: السائقون
النظاميون المميزون:
هم الذين يقودون سياراتهم
بطريقة طبيعية متوافقة مع
أنظمة المرور ولا يهمهم أن
يكون هناك شرطة مرور أو
كاميرات لضبط المخالفات في كل
شارعٍ أو طريقٍ، ولا يكلفون
أنفسهم بمراقبة جوانب الطرق
بحثًا عن الشرطة أو الكاميرات
لكي يخففوا من سرعتهم؛ لأنهم
ملتزمون دائمًا بالسرعة
المحددة لكل طريق. كما أنهم
يستخدمون حزام الأمان
باستمرار ليس خوفًا من شرطي
مرور أو تسديد مخالفة بل
التزامًا أمام أنفسهم بمبدأ
اتباع النظام المروري وقناعة
بأن الحزام هو أولاً وآخرًا
لأمان وسلامة السائق.
الصنف الثاني:
السائقون المترددون:
هم الذين يستخدمون الهاتف
أثناء القيادة. والجدد في
قيادة السيارة. وكبار السن.
والذين يقلون نساءً يطلبن
منهم الذهاب من هنا ومن هناك
ويجعلنهم في حيرة من أمرهم.
والذين يبحثون عن مكان ما
فيخففون من سرعتهم وينظرون
هنا وهناك وما شابه ذلك.
الصنف الثالث:
السائقون المتهورون:
هم الشباب الذين يقودون
سياراتهم بطرق متهورة
وينحرفون بسياراتهم يمينًا
ويسارًا في الطرق السريعة بين
السيارات الأخرى. والشباب
الذين يرغبون في عرض مهاراتهم
في القيادة وإرضاء أنفسهم
بذلك. والذين لا يلتزمون
بأنظمة المرور من حيث السرعة
وإشارات المرور وطريقة السير
في الطرق الفرعية والوقوف
للتأكد من الطريق قبل العبور
إلى طريق فرعي آخر، والتزام
يمين الطريق وليس يساره عند
الالتفاف يسارًا للدخول في
طريق آخر. وأولئك الذين لديهم
استخفاف بجلوسهم خلف المقود
فلا يجلسون الجلوس الطبيعي بل
يضعون أقدامهم اليسرى على
المقعد أو الباب أو هنا وهناك
وكأنهم جالسون في بيوتهم وليس
في سيارات تسير بسرعة. ويعرض
هؤلاء جميعًا أنفسهم والآخرين
لحوادث السيارات التي لا تعد
ولا تُحصى.
الصنف الرابع:
السائقون الانتحاريون
(الإرهابيون): هم الشباب
الذين يقودون سياراتهم بطرق
انتحارية مثل السرعة
الجنونية، والتفحيط بأشكاله،
وقطع إشارات المرور الحمراء،
وعدم الالتزام بأنظمة المرور
الأخرى بشكل عام؛ فيذهقون
أرواحهم وأرواح الآخرين في
السيارات الأخرى أو المشاة في
الطريق. وهذا إرهاب وترويع
للناس في الشوارع.
وهنا تساؤل يفرض نفسه على هذه
الفئة من السائقين
الانتحاريين (الإرهابيين): من
المعلوم أن قتل النفس حرام،
ولكنكم إذا أصررتم على
الانتحار بسياراتكم فلماذا
تقتلون معكم أناسًا أبرياء
آخرين في الطريق؟! ويحضرني
بهذا الخصوص قصة أب وأم
لديهما أربع بنات وابن وحيد
جميعهم في سن الشباب، وكان
هؤلاء الخمسة في سيارتهم في
صباح العيد فباغتهم سائق
انتحاري (إرهابي) بسيارته
فقتلهم جميعًا! فأصبح الأب
والأم وكأنهم لم يلدوا ابنًا
ولا بنتًا. وما أكثر القصص
المماثلة! حتى أصبح معدل قتلى
حوادث السيارات يوميًا حوالي
25 شخصًا حسب الإحصائية
السعودية الرسمية لشهر رمضان
1435هـ أو 765 قتيلاً في هذا
الشهر و 3003 إصابة؛ وهو عدد
أكبر من قتلى وجرحى حرب تدور
رحاها في بلد ما، حتى أصبحت
المملكة العربية السعودية
الأولى عالميًا في الحوادث
المرورية!.
وختامًا أسأل الله تعالى
السلامة والعافية من حوادث
السيارات، وأن يجعلنا من
السائقين النظاميين المميزين،
وأن يكفينا شر السائقين
الانتحاريين (الإرهابيين)
والمتهورين وأن
يهديهم ليكونوا من السائقين
النظاميين المميزين، وصلى
الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عدنان الطَرشَة
تنزيل المقال pdf