قصتي مع كتاب: ماذا يحب النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وماذا يكره
---------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
عندما كنت أكتب في كتاب
«ماذا يحب الله جلَّ جلاله وماذا
يبغض» وكنت أبحث في كتب السنة عن الأحاديث التي ذُكر فيها ما يحبه الله
ويبغضه، كنت أقرأ أيضًا أحاديث تذكر ما يحبه النبي صلَّى الله
عليه وسلَّم ويبغضه، إلا أنني في
ذلك الحين لم أفكر في أن أقوم بتأليف كتاب عن النبي صلَّى الله
عليه وسلَّم مثلما كنت أكتب عن
الله عزَّ وجلَّ، ربما لأن الأحاديث التي كنت أراها كانت عن الطعام أو اللباس
أو عن أمور لا تكفي لتخصيص كتاب لها، وربما لأنني كنت منهمكًا في تأليف الكتاب
الأول وتعبت كثيرًا في البحث عن الآيات والأحاديث الشريفة يدويًا في القرآن
وكتب السنة، لأنني بعد الفراغ منه وتسليمه للناشر أحسست بحماس داخلي لتأليف
كتاب «ماذا يحب النبي محمد صلَّى
الله
عليه وسلَّم وماذا يكره» خاصة بعد توفر
برامج الحديث الشريف التي تعمل بالحاسوب، وهكذا كان، فظهر لي مجموعة كبيرة جدًا
من الأحاديث في موضوعات مختلفة ومهمة جدًا جعلتني أشعر بأنه من الواجب عليَّ أن
أكتب هذا الكتاب ليكون جنبًا إلى جنب مع الكتاب الذي سبقه عن الله عزَّ وجلَّ
وبذلك تكتمل مهمتي وإلا فهي ناقصة نصفها.
وقد بذلت مجهودًا كبيرًا في البحث
والتنقيب عن الأحاديث التي يمكن استخدامها في الكتاب وفي العمل على التأكد من
صحتها وثبوتها عن النبي صلَّى الله
عليه وسلَّم من المراجع الأصلية الورقية، وقد استفدت من ذلك كثيرًا في مجال علم
الحديث حيث قرأت وتعلمت أحاديث كثيرة ربما لم أكن لأصل إليها لولا فضل الله
تعالى في تأليف هذا الكتاب الذي استغرق مدة أطول من سابقه. وعند مراجعة المسودة
قبل الطباعة كنت حريصًا على التدقيق في كل كلمة، ولهذا جعلت جميع أهل بيتي
الزوجة والأولاد والذكور والإناث يعملون معي في تطبيق المسودة مع الأصل، وجعلت
لكل فرد منهم عددًا معينًا من الصفحات يقرأها عليَّ من الأصل كلمة كلمة وفاصلة
ونقطة.. مع متابعتي لذلك في مسودة الطباعة، وهكذا في كل يوم بعد صلاة الفجر وفي
أوقات مختلفة من اليوم. وقد استفاد أهل بيتي من ذلك أيضًا بمعرفتهم بما ورد في
الكتاب الذي وصل عدد صفحاته إلى ست مئة وخمسة وعشرين صفحة.
بعد تسليم الكتاب إلى الناشر بقي عنده
مدة طويلة إلى أن أبلغني بعدم قدرته على طبعه بسبب عدم وجود المال اللازم. ربما
أكون قد تأثرت لهذا الخبر ولكن إيماني بقول الله تعالى:
وَعَسَى
أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ[
جعلني أتفاءل بالخير؛ وهو ما حصل فعلاً حيث عرضت الكتاب على مكتبة العبيكان
فوافقت على نشره، فالحمد لله الذي قدَّر أن تنشره مكتبة العبيكان بالذات لأن
نشرها له جعله أوسع انتشارًا نظرًا لمكانة مكتبة العبيكان التي هي من أكبر
المكتبات في العالم العربي. وبالفعل فقد نفدت الطبعة الأولى ثم الثانية ثم
الثالثة في وقت قصير جدًا حتى وصلنا اليوم إلى الطبعة السابعة ولله الحمد
والمنة. وقد تُرجم الكتاب ونُشر باللغة الإندونيسية، وتسلمت طلبات بترجمته إلى
لغات أخرى، وقد تُرجم ونُشر بالفعل باللغة الأوردية الباكستانية.
أما فيما يتعلق بسبب تأليف الكتاب
ومحتوياته فمن أجل تسهيل الطريق على المسلم لكي يحب ما يحبه النبي صلَّى الله
عليه وسلَّم
ويكره ما يكرهه، وعونًا له على العمل بقول الله تعالى:
]قُلْ
إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[
وقوله تعالى:
]لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[
حتى يحبه الله ويرضى عنه ويغفر له ذنوبه ويجعله من أهل
الجنة. ولا شك أن ما يحبه النبي صلَّى الله
عليه وسلَّم
أو يكرهه من الناس والأمور والأشياء وغير ذلك كثير جدًا ويصعب حصره؛ ولهذا فقد
اتبعت منهجًا خاصًا ووضعت شرطًا لكتابة أي موضوع وهو أن يكون الحديث الشريف
المبني عليه الموضوع صحيحًا ويتضمن لفظ الحب أو الرضى أو الإعجاب، أو لفظ البغض
أو الكره، واستبعاد أي حديث لم يُذكَر فيه واحد من هذه الألفاظ حتى وإن كان
يُفهم منه الحب أو البغض.
وقد جاءت موضوعات الكتاب منوعة تنويعًا كبيرًا وشيقًا حيث كانت هناك موضوعات في
العبادات، والفقه، والتاريخ، والقصص، والناس، والطعام، واللباس، والبلاد،
والأمور، والأشياء وغير ذلك.
واحتوى الكتاب على أكثر من مئة وخمسين موضوعًا مختلفًا منها ما يصلح أن يكون
خطبة جمعة، ومنها ما يصلح أن يكون محاضرة، أو درسًا دينيًا، أو كتابًا ونحو
ذلك.. ويمكن أن تُقرأ هذه الموضوعات في مجالس الرجال أو مجالس النساء، وكذلك
يمكن أن تُقرأ على الأطفال، خاصة الموضوعات التي تتحدث عن حياة الصحابة. كما أن
الكتاب يمكن أن يكون مرجعًا سريعًا في الموضوعات التي تضمنها. واحتوى الكتاب
على حوالي ثلاث مئة آية قرآنية وقريبًا من الألف حديث شريف.
عدنان الطَرشَه
www.adnantarsha.com